السبت، 5 أبريل 2014

من هم النخاولة؟


تكذيب نسب النخاولة الى الأوس والخزرج
 وأنهم سكان المدينة الأصليين!؟

كتبه : عبدالكريم علي الحطاب

السلام عليكم ورحمة الله
الأستاذ الكريم عبدالعزيز قاسم   حفظه الله
مرفق لك مقال أتمنى نشره بالمجموعة وهو رد على مقال للكاتب عبدالرحمن الوابلي في صحيفة الوطن وايضاً رد على مؤلف كتاب (  النخاولة «النخليون» في المدينة المنورة - التكوين الاجتماعي والثقافي ) وكذبة نسبهم للأنصار.. عبدالكريم حطاب.
----------------------



( الناس مؤتمنون على أنسابهم ) وبدل أن يكون باباً لحفظ الانساب أصبح منفذاً ضيقاً هشاً لأؤلئك الذين لا يرضون بقسمة الله لهم حين وزع الأرزاق والأنساب ويعانون من نقص إجتماعي استحدثوه هُم فأصبحوا يبحثون عن عشيرة أو قبيلة ينتسبون لها ولو كذباً !؟

سلمان الفارسي رضي الله عنه ( منا آل البيت ) وبلال الحبشي ( يُسمع خطى نعليه بالجنه ) إنه الإسلام الدي يرفع أقواماً ويسقط أخرى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) فهذا أبو بولهب لم تنفعه قرابته من رسول الله ( سيصلى ناراً ذات لهب ) 
خرج لنا عبدالرحمن الوابلي في مقاله عن ( النخاوله أو النخليين ) ليثبت لنا مقولة أن  مخرجات التعليم عندنا سئيه تمنح الدكتوراه في التاريخ لمن لا يعرف التاريخ وتجعل كاتب مقالات سطحي كمحمد النخلي عالماً بالأنساب!؟
لكن لا عجب في دعواهم أن النخاولة ينسبون للأوس والخزرج فقد سبق ذلك أن مراجع الفرس الكارهين لجنس العرب أصبحوا سادة ينسبون للعرب من أهل البيت وطالما أن الأحوال المدنية في بلادنا تعمل بقاعدة ( الناس مؤتمنون على أنسابهم ) وليس لديها قوانين صارمة لضبط الأنساب العامة كالأنصاري أو الخزرجي مما جعل الباب مفتوحاً لبعض الأعاجم ممن سكن المدينة مؤخراً أن يضيف هذه الألقاب لعوائلهم فلا غرابة إذاً.
 
كتب الوابلي أنه أهدي اليه كتاب ( النخاولة «النخليون» في المدينة المنورة - التكوين الاجتماعي والثقافي ) وعندما قرائه خرج بنتيجة أن النخاوله هم من الأوس والخزرج ورغم أنه أستاذ تاريخ ويعلم يقيناً أنه لا يمكن الحكم على هذا الموضوع من خلال كتاب واحد مؤلفه صاحب القضية والباحث عن  نسب الثريا اقرب له منه ، ورغم ما يحتاجه البحث من دراسة وتنقيب وتقليب في كتب الأنساب والتاريخ من خلال مختصين يجيدون هذا الفن إلا أن الوابلي قفز على ذلك كله في أسلوب ليبرالي يعرف المجتمع غاياته الرخيصة.

عندما قمت بالبحث عن الكتاب كنت أعتقد من خلال ما كتبه الوابلي من إنبهار وأعجاب بالكتاب أني سأقف على حقائق وشجرة أنساب ومراجع تاريخية للنخاولة تجعل من الرد يستدعي أياماً وشهور لكنني تفأجات أنني أمام كتاب لا يرقى أن ينشر كمقال في موقع انترنت او شخمطة جدران تتداخل فيها العبارات ولا تكاد تفهم إلى محاولة مستميته يملائها الجهل والتهريج والكذب والقفز على الحقائق لإثبات نسب النخاولة الي الأوس والخزرج في أسلوب لم يراعي المؤلف ( حسين علي النخلي ) فيه أدوات وعلوم يحتاجها البحث كعلم الحديث والرجل والجرح والتعديل ولا غرابة فأنساب كثير من مراجع الفرس اليوم قفزت على ذلك كله وألتصقت ببيت النبوة كذباً وزوراً

 فلنرجع للكتاب ونختصر ونعلق على أهم ما فيه ( دعوى الإنتساب إلى الأنصار وأن النخاولة هم سكان المدينة الأصليين ! )
ذكر المؤلف ستة أمور جعلها قرائن يستدل من خلالها على نِسبة النخاولة إلى الأوس والخزرج ولو أكتفيت بنقل النقاط لأهل المدينة دون الرد عليها لكان ذلك كافياً لوضوح الكذب والتدليس ومخالفة ما يعرفه ويتناقله أهل المدينة لكنها ردود لمن لا يعرف من هم النخاولة الا من خلال مقال الوابلي

١- يقول المؤلف ( ما يؤكده كثير من أبناء هذه العشائر والأسر في التعريف عن أنفسهم وما يتداولونه وينقلونه أبا عن جد فأصبح مع مرور الزمن من المسلمات داخل المجتمع ،، )
والرد : أن هذا محل النزاع وشهادتهم لأنفسهم لا يعتدى بها فهم قوم أهل تقية كذّبوا نقلة الدين من صحابة رسول الله وزوجاته فكيف يقبل بدعواهم
٢- يقول المؤلف ( التواتر الذي ينقله سكان المدينة عن غيرهم جيلا بعد جيل وكذلك ما تنقله الكتابات عنهم والتي لا تعارضها نقول أخرى من أنهم هم أهل المدينة منذ القدم )
والرد : أنه لا يوجد ممن كتب عن المدينة أو من أعيانها اليوم ( أفراداً ) وليس جماعات كما يزعم من ينسبهم للأوس والخزرج فكيف يزعم أن الأمر تواتر تنقله جماعة عن جماعة من الثقات وهذا كذب لا دليل عليه ودونكم أهل المدينة فسألوهم ،بل إن ما يتناقله أهل المدينة أنهم عبيد مختلف في أصولهم فهناك من يقول  
 أن أصولهم من بقايا أولاد النساء اللواتي حملن بالزنا في قضية الحرة المشهورة في أيام يزيد(سنة:63هـ). [انظر تحفة المحبين لعبد الرحمن الأنصاري (ت:1195هـ)، ومرآة الحرمين للباشا، ومرآة جزيرة العرب للباشا]
 وقيل إن بعضهم أصلهم من العبيد، وبعضهم من الهنود، وبعضهم من اليمن، وبعضهم من المغرب، وبعضهم من مصر، وبعضهم من الحجاز، إلى غير ذلك. [انظر تحفة المحبين].
٣/ يقول المؤلف (  أن المدينة عرفت بالتشيع منذ العهود الأولى للإسلام وكانوا -أي الشيعة- في فترات متقطعة يشكلون أغلبية وقد ذكر السمهودي في كتابه (وفاء الوفاء)عن ابن فرحون الذي كان يسكن المدينة في القرن الثامن الهجري بأنهم أغلب أهل المدينة حتى أن أمرائها وقضاتها ومتولي الحرم منهم -أي شيعة ) ثم يسترسل ليحاول ان يثبت ان من غير التركيبة السكانية لصالح السنة هي الدولة المملوكية فيقول ( ولكن هذا النفوذ والكثرة بدأت بالانحسار والضعف والتناقص العددي نتيجة جهود السلطة المملوكية )  
والرد : أننا أمام نموذج عرف عن الشيعة في الكذب وبتر النصوص وإخراجها عن سياقها فلم يذكر أحد من علماء التاريخ أن المدينة كانت شيعية إلا أيام الدولة الفاطمية العبيدية الشيعية فقط وقد تشيعت بالقوة والسلاح وما عدا ذلك فهي عاصمة السنة الفعلية ومصدر من مصادر العلم للسنة بداية بصحابة وما نقلوه من احادث لرسول الله ثم التابعين وفقهاء المدينة المعروفين ثم الدول التي تعاقبت الحكم عليها حتى يومنا هذا وقد حكمها الفاطميون الشيعة قرابة ٢٠٠ عام فكم هي نسبة هذا الرقم إلى ١٤٣٥ عاماً ؟ ثم إني أوردت نقله عن أبن فرحون لاثبات حالة واحدة من حالات الكذب في الكتاب فالمؤلف أراد ان يوهم القاريء ان المدينة متشيعه في القرن الثامن في حين ان ابن فرحون كان يتكلم عن القرن الثالث الهجري، ولقد زالت مظاهر التشيع بزوال دولة الفاطميين على يد الدولة المملوكية وعادة المدينة إلى أصلها سنية مسلمة كما كانت فكيف يقفز المؤلف ليجعل الأمر العارض بعدوان الفاطميين الشيعة على المدينة ومحاولة تشيعها هو الأصل ويعتبر تطهير الدولة المملوكية لعدوانهم تغير للتركيبة السكانية؟  ولو استعرضنا كتب التاريخ وأمراء المدينة وعلمائها من الصحابة والتابعيين واتباع التابعين والسلف من بعدهم الذين ملوا العلم الاسلامي بالمؤلفات لظهر كذب هذه الدعوى ؟ 

٤/ يقول المؤلف ( الصكوك العثمانية القديمة الموجودة عند بعض الأسر وكذلك الأوقاف القديمة لمزارع معروفة منذ مئات السنين ما زال أصحابها ليومنا الحاضر يحتفظون بها تربطهم بأسماء القبائل والأسر التي ينتمون إليه )
والرد : أن ملكية بعض المزارع وذكر أسم ( النخلي ) فيها لا تفيد دعواه بالنسب بل تفيد أنهم موجودون في تلك الحقبة كما أن غيرهم موجود بل أن ما يتداوله كثير من أهل المدينة أن النخاوله كانوا فقراء وليس الفقر عيباً وكانوا عُمالاً في مزارع الأتراك وعندما هاجر الأتراك لبلادهم بعد دخول الملك عبدالعزيز للمدينة اصبحت المزارع بلا مُلاك وأدعى النخاولة ملكيتها وأخرجوا عليها حجج استحكام والشاهد هنا أننا لو سلمنا بهذه الدعوى لجعلنا الأتراك الذين تملكوا بالمدينة وبين ايديهم صكوك هم من الأوس والخزرج ؟
اما دعواه بأنهم يحتفظون بأسماء القبائل والأسر التي ينتمون لها فهي دعوى بلا دليل يحتاج لان يعطي امثلة عليها ولم يفعل 
٥/ يقول المؤلف ( التحالفات القديمة والموثقة التي كانت تربط بعض القبائل مع بعضها البعض وبعض الأسر وخصوصا المنحدرة من قبائل كبيرة مع القبائل الأم على نسق ما كان يجري عاد ة في تلك الأيام لغرض الحماية أو الاستقواء أو التعايش وغيرها من الأسباب،  وهذا شأن كثير من القبائل والأسر التي تدخل في حلف مع غيرها فتنسى نسبها على مر القرون وتنتسب للحليف)
والرد: أن التحالفات التي حصلت بين القبائل بعضها ببعض أو بين بعض الأسر والقبائل لم تضيع الأنساب المعروفة فلو كان لقب ( النخلي ) معروف كعشيرة وقبيلة كما هو حال قبائل الحجاز لعُرف وحفظ ودعوى ان الظروف السياسية والاجتماعية كانت تحول دون ذلك كذب محض فهذه بعض الفخوذ في بعض القبائل التي تشيعت لم يشكك أحد في نسبها لقبيلتها او يطعن بها بل ان ما هو معروف ومعلوم ان التحالفات القديمة لم يستفد منها في النسب إلا من لا قبيلة له فنسب نفسه الي من تحالف معه وهذا ما يحاول المؤلف الإستفادة منه هنا ؟!
٦- يقول المؤلف ( مشجرات النسب الموجودة لدى بعض الأسر وكذلك معاجم القبائل والأسر العربية التي تجمع على أنهم من أهل المدينة الأصليين. )
والرد : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فصنع ماشئيت ) فكيف يكذب المؤلف ويزعم أن معاجم القبائل والأسر العربية ( تجمع ) على أنهم أهل المدينة الأصليين ولايوجد مرجع واحد فقط يقول ذلك ؟! لا نريد منه ولا من المصفق ( الوابلي ) خمسة كتب نريد كتاباً واحد فقط يثبت هذه الفرية ؟! 

وأخيراً وبعد النقاط الست السابقة التي لاترقى أن تكون حديث مجالس يستأنس به لا أن يكون كتاباً يُنشر يخرج المؤلف بنهاية يعجز أن يثبتها علماء الأنساب فيكتب : ( من هنا يمكن القول: إن الأصول التي ترجع إليها أغلب العشائر والأسر من النخاولة قبيلتي الأوس والخزرج ) 

وهنا لأبد أن أطرح على المؤلف والناقل بعض النقاط 
 
١- ( البعرة تدل على البعير ) هل الأوس والخزرج عبيد أم هم عرب أصليين ؟ فما يعرفه اهل المدينة ولا ينكره النخاولة ان ملامحهم جميعا وبلا استثناء واحدة وهي ملامح عبيد فلونهم اسمر برونزي يميل الي السواد جميعاً وجباههم كبيرة وشفاههم عريضة بارزة ولا يوجد او يذكر أن بينهم أبيض او يخلو من هذه الصفات رغم محاولاتهم تغيرها بالزواج من مصر وسوريا وغيرها من الدول إلا أن هذه السِحنه لم تفارقهم ، والعجيب أن المؤلف يزعم أن النخاولة من قبائل وأسُر مختلفة جمعتهم مهنة زراعة النخيل وبناءً عليه فالمنطق والعقل والعُرف يقول أيضاً : أن الأشكال والألوان لابد أن تختلف لا أن تكون واحدة فأهل المدينة يعرفون ( النخلي ) ولا يخطئونه حتى لو كانت والدته شاميةً أو تركيةً وهذا يقودنا أن جدهم وسلالتهم واحدة وليس كما يزعم المؤلف 

٢- إن كان كما يزعم المؤلف أنهم من قبائل عربية وينسبون الي الأنصار وأن أهل المدينة يعلمون ذلك ( كذباً ) فلماذا لا يزوجهم اهل القبائل في المدينة بل حتى الأسر القبلية المتشيعه لا تزوجهم ولا تتزوج منهم قديماً وحديثاً ؟ فإذا قالوا ان أهل السنة لا يزوجوهم لمذهبهم فلماذا لا يزوجوهماأخوانهم في العقيدة ؟!
٣- من يدخل مزارع القطيف وينظر في وجوه العاملين بها لا يكاد يفرق بينها وبين النخاولة في المدينة فمن أين جاء هذا التطابق في الوجوه والمهن ؟! ومن يُنسب لمن ؟
٤- حاول النخاولة عدة مرات أن ينسبوا أنفسهم لقبائل الحجاز كذباً وفشلوا وهذا رابط لأحد محاولاتهم نسبة بعضهم لقبيلة مزينه

http://www.almezaini.com/inf/news.php?action=show&id=4

فعن ماذا كانوا يبحثون وأين هي دعوى المؤلف بمعرفة شيوخ القبائل لهم ؟ 

٦- حاول النخاولة كثيراً أن ينسبوا أنفسهم الى فخوذ القبائل ( المتشيعه ) إخوانهم في العقيدة وطلبوا ذلك عدة مرات من شيوخ تلك القبائل فلماذا كان الرد دائماً بالرفض ؟!

٥- عدم الصلاة على موتاهم في الحرم النبوي ليس قراراً مملوكياً او عثمانياً طائفياً كما يزعم المؤلف والناقل المهرج وإنما هو قرار ناتج عن ما تراودتهم كتبهم في ماذا يقول الشيعي اذا صلى على سني
يقول شيخهم المفيد في مختصره الفقهي: ((وإن كان ناصبًا (الناصب مرادف للسني عندهم) فصل عليه تقية، وقل بعد التكبيرة الرابعة: عبدك وابن عبدك لا نعلم منه إلا شرًّا، فأخزه في عبادك، وبلادك، وأصله أشد نارك، اللهم إنه كان يوالي أعداءك، ويعادي أولياءك، ويبغض أهل بيت نبيك، فاحش قبره نارًا، ومن بين يديه نارًا، وعن يمينه نارًا، وعن شماله نارًا، وسلط عليه في قبره الحيات والعقارب)) 
المقنعة - الشيخ المفيد - ص 229 – 230.

أخيراً وليس أخراً وحتى نقف على حقيقة أن النخاولة ينسبون للأوس والخزرج لا يحتاج المؤلف أن يبحث عن الماء فيركض خلف السراب ولا أن يلوي الادلة ويطوعها كل ما نحتاجه من الباحث أسماً واحداً فقط من النخاولة متسلسلاً يصل نسبه لأحد من أنصار رسول الله ولن يستطيع..