الاثنين، 21 أكتوبر 2013

حديث: كتاب الله وعترتي

سؤال: هل يجب اتباع آل البيت لحديث كتاب الله وعترتي



حيث قالوا
أن النبي صلى الله عليه وسلم أوجب إتباع آل البيت في أحاديث كثيرة ومنها قوله : يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي " وهذا حديث استفاض وتواتر بين الفريقين ، فهذا الحديث يدل على وجوب إتباع أهل البيت عليهم السلام وعدم إتباع غيرهم .
الجواب




أولاً
تنبيه مهم
الأحاديث السنية التي تذكر آل البيت وتثني عليهم كثيرة ولله الحمد والمنة ، وهذا مما يدل على محبة أهل السنة لآل البيت عليهم السلام ، وهذه الأحاديث تنقسم إلى أقسام من ناحية المتن :



القسم الأول : أحاديث تبشر بعض آل البيت بالجنة كـ :
حديث " العشرة المبشرين بالجنة وفيهم علي ... " رواه الإمام أحمد وأبو داود

قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم إذا أتتك خديجة فاقرأ عليها السلام من ربها عز وجل . ومني . وبشرها
ببيت في الجنة من قصب . لا صخب فيه ولا نصب
 . مسلم

قوله صلى الله عليه وسلم : يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة " رواه البخاري

قوله صلى الله عليه وسلم : الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ " رواه الترمذي وأحمد



القسم الثاني : أحاديث تثني على آل البيت وتذكر فضائلهم كـ:
كقوله صلى الله عليه وسلم : وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، ثم
قال : وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي
 " مسلم .

قالت عائشة : خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل، من شعر أسود . فجاء الحسن بن علي
فأدخله . ثم جاء الحسين فدخل معه . ثم جاءت فاطمة فأدخلها . ثم جاء علي فأدخله
 . ثم قال " إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا 
" مسلم

كقوله صلى الله عليه وسلم : لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ
 " البخاري ومسلم .

كقوله صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين : اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا " . البخاري

كقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة " أريتك في المنام ثلاث ليالي . جاءني بك الملك في سرقة من حرير .
فيقول : هذه امرأتك . فأكشف عن وجهك . فإذا أنت هي . فأقول : إن يك هذا من عند الله، يمضه 
" .
مسلم

قال البخاري باب باب مَنَاقِبُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ . وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي "

كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لإبن عباس فيقول " اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ " . البخاري .



القسم الثالث : أحاديث توجب التمسك بآل البيت دون غيرهم كـ :
حديث : إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي "
وهذا القسم ( أى القسم الثالث ) ليس فيه حديث صحيح وأحد ، بل هو بين ضعيف أو مكذوبة كما سنبين .

تنبيه :
يخلط الإثني عشرية كثيراً بين الأحاديث الواردة تحت هذه الأقسام الثلاثة رغم ما بين أحاديثها من فروق في المتون والأسانيد ليسهل عليهم التلبيس فيخلطون هذا بهذا !
ثانياً
ضعف أسانيد حديث
(إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي )
تعددت روايات هذا الحديث ، ولا تخلو هذه الأسانيد من أسباب الضعف التالية :



السبب الأول - بعض هذه الروايات في أسانيدها ( عطية العوفي ) ومما قيل فيه :
حكم أحمد على رواية عطية العوفي عن أبي سعيد بالضعف .

قال البخاري كان هشيماً يتكلم فيه .

قال الحافظ ابن حجر " صدوق يخطئ كثيرا وكان شيعيا مدلسا " تقريب التهذيب ترجمة (4616)
ذكره النسائي وأبو حاتم في الضعفاء .
قال ابن حبان لا يحل كتابة حديثه إلا على التعجب :

وقال : سمع عطية من أبي سعيد الخدري أحاديث فلما مات جعل يجالس الكلبي فإذا قال الكلبي قال رسول الله صلى كذا فيحفظه وكناه أبا سعيد وروى عنه فإذا قيل له من حدثك بهذا فيقول حدثني أبو سعيد ، فيتوهمون أنه يريد أبو سعيد الخدري وإنما أراد الكلبي .

قال الألباني عن عطية : هو ضعيف أيضا .



السبب الثاني - بعض هذه الروايات في أسانيدها ( زيد بن حسن الأنماطي الكوفي ) ومما قيل فيه :
قال أبو حاتم عنه : منكر الحديث .
قال الحافظ ابن حجر ( ضعيف ) تقريب التهذيب ترجمة ( 2127) .



السبب الثالث - بعض هذه الروايات في أسانيدها ( علي بن المنذر ) ومما قيل فيه :
أنه من شيعة الكوفة .
قال الدار قطني : لا بأس به ، وكذا قال مسلمة بن قاسم ، وزاد : كان يتشبع .
قال الإسماعيلي : في القلب منه شيء لست أخيره .
قال الحافظ بن حجر ( صدوق يتشيع ) تقريب التهذيب ترجمة رقم (4803)



السبب الرابع - بعض هذه الروايات في أسانيدها انقطاع :
فالأعمش وحبيب بن أبي ثابت مدلسان ، وهما يرويان بالعنعنة ، فلم يثبت سماع كل منهما هنا .



السبب الخامس - بعض هذه الروايات في أسانيدها ( القاسم بن حسان الكوفي ) ومما قيل فيه :
ضعفه البخاري وقال : القاسم بن حسان حديثه منكر ولا يعرف ... والبخاري يطلق هذا على من لا تحل الرواية عنه . راجع (الضعفاء الكبير ).
ضعفه الذهبي . راجع ( ميزان الإعتدال 3/369) .
ضعفه ابن قطان .



السبب السادس - بعض هذه الروايات في أسانيدها ( شريك بن عبد الله ) ومما قيل فيه :
قيل سيء الحفظ .
قال شعيب الأرنأوط في تعليقه على مسند أحمد .. وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك . 5 / 181
لهذه الأسباب ضعف كثير من علماء أهل السنة هذا الحديث ومنهم :

ابن تيمية .. قال : رواه الترمذي وحسنه وفيه نظر مجموع الفتاوى 28/ 439 .

الإمام أحمد .. نقل ابن تيمية تضعيف الإمام أحمد لهذا الحديث فقال : وقد سئل عنه أحمد بن حنبل فضعفه . ( منهاج السنة النبوية 4/105)

الشيخ علي سالوس ... استقصى طرق الحديث وضعفها .. راجع كتابه ( مع الإثني عشرية في الاصول والفروع ص 115 ) .
بل حتى الألباني رحمة الله الذي قال بصحة الحديث تجده يقول :عن حديث جابر الذي رواه الترمذي ( قلت : وإسناده ضعيف )
و يقول عن حديث زيد بن أرقم الذي يرويه الترمذي ( قلت : وإسناده ضعيفا أيضا، لكنه شاهد للذي قبله ) . راجع الجزء الثالث من مشكاة المصابيح ( 3 / 1735 ) الرواية رقم ( 6143 ) ورقم ( 6144 ) .

فالألباني رحمه الله يرى ضعف أسانيد الترمذي لكنه جعل بعض الروايات شاهد لبعض !



النتيجة
ألا يكفي سبب واحد من هذه الأسباب للدلالة على ضعف أسانيد هذه الروايات ، فكيف بروايات اجتمعت فيها كل هذه الأسباب ... لهذا حكم كثير من علماء الحديث بضعف هذه الروايات كما ترى .
فمن استطاع أن يأتي برواية ليس في أسانيدها شيء من أسباب الضعف وهي تدل على وجوب الإتباع ... شكرناه !




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق