عقيدة التقية محمود عبد الحميد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله..
أما بعد:
فقد عرف التقية أحد علمائهم المعاصرين بقوله: "التقية: أن تقول أو تفعل غير ما تعتقد؛ لتدفع الضرر عن نفسك أو مالك، ولتحفظ كرامتك".
بل زعموا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد فعلها عندما مات عبد الله ابن سلول رأس المنافقين حيث جاء للصلاة عليه، فقال عمر: (ألم ينهك الله عن ذلك؟! -أي: أن تقوم على قبر هذا المناف-؛ فرد عليه -صلى الله عليه وسلم-: ويلك ما يدريك ما قلت؟ إني قلت: احشِ جوفه نارًا، واملأ قبره نارًا، وأصله نارًا).
ونقل الكليني في أصول الكافي: "قال أبو عبد الله: يا أبا عمران! تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شيء إلا النبيذ والمسح على الخفين".
ونقل الكليني -أيضًا- عن أبي عبد الله قال: "اتقوا على دينكم، واحجبوه بالتقية، فإنه لا إيمان لمن لا تقية له".
يرى الرافضة أن التقية فريضة لا يقوم المذهب إلا بها، ويتلقون أصولها سرًّا وجهرًا، ويتعاملون بها خصوصًا إذا أحاطت بهم ظروف قاسية، فالحذر الحذر من الرافضة أيها المسلمون!
فالتقية من أصول تعليمات المذهب الشيعي؛ لأنه يقوم على الكتمان، وإخفاء الإنسان لأصل عقيدته ومذهبه ومسلكه، وأن يظهر للآخرين خلاف قوله وعمله، بل وخلاف الواقع والحقيقة، وخلاف المذهب والمسلك، وهكذا يخدعون الآخرين ويغشونهم.
والكتابات الخاصة بالكتمان والتقية بدأت مع أولئك الناس من أهل "الكوفة" الذين خضعوا لتأثير عبد الله بن سبأ في أواخر القرن الأول الهجري والنصف الأول من القرن الثاني الهجري -زمان الإمام الباقر، والإمام جعفر الصادق- وفي ذلك الوقت بدأت المؤلفات الدينية للمذهب الاثني عشري، ووضع أساسها، وقد وضعت عقيدة الكتمان والتقية -آنذاك-؛ لإنقاذ عقيدة الإمامة والمذهب الشيعي.
جاء في "الكافي" باب مستقل بعنوان "باب الكتمان". وروى عن أبي عبد الله: "يا سليمان! إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله" [أصول الكافي ص:485].
وعن الإمام الباقر أنه قال لخاصة شيعته: "إن أحب أصحابي إليّ: أودعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا" [أصول الكافي ص:486].
وعن سعيد السمان قال: "كنت عند أبي عبد الله، إذ دخل عليه رجلان من الزيدية، فقالا له: أفيكم إمام مفترض الطاعة؟ قال: فقال: لا، فقالا له: قد أخبرنا عنك الثقات أنك تفتي وتقر، وتقول به، ونسميهم لك فلان وفلان وهم أصحاب ورع وتشمير، وهم ممن لا يكذب"، فغضب أبو عبد الله، وقال: "ما أمرتهم بهذا" [أصول الكافي].
وعن أبي عمير الأعجمي قال: "قال لي أبو عبد الله -عليه السلام-: يا أبا عمير! تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له" [أصول الكافي ص:482].
وعن حبيب بن بشر قال: "قال أبو عبد الله: سمعت أبي يقول: لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إليَّ من التقية، يا حبيب! إنه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب! من لم تكن له تقية وضعه الله" [أصول الكافي ص:483].
وقال أبو جعفر: "التقية من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له" [أصول الكافي 484].
وجاء في كتاب "من لا يحضره الفقيه" -وهو من الأصول الأربعة للشيعة-، قال الصادق: "لو قلت: إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقًا"، وقال -عليه السلام-: "لا دين لمن لا تقية له". [من لا يحضره الفقيه ص:216].
وفي "جامع الأخبار" لشيخهم تاج الدين محمد بن محمد الشعيري (ص:95) قال: "إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: تارك التقية كتارك الصلاة".
وروى عن عبد الله "ليس من الشيعة من لا يتقي الله".
وروى الحر العاملي في كتابه "إثبات الهداة" عن أبي عبد الله في حديثه عن التقية قال: "من تركها قبل خروج قائمنا فليس منا"، أي: الذي يترك التقية قبل خروج المهدي ليس منهم.
والتقية عند الشيعة الإمامية ليست رخصة لحفظ النفس ودفع الأذى، ولكنها من الدين عندهم ليس لهم تركها مع المخالفين. وتجوز عندهم، بل تجب لأسباب كثيرة يتلون بها الشيعي بين الناس يظهر لهم الموافقة، ويبطن المخالفة، ويصير هذا دينه معهم حتى يُلبس عليهم دينهم، أو يتمكن منهم؛ فيفسد عليهم أحوالهم، لذا فلا دين عندهم لمن لا تقية له، وينسبون القول بذلك إلى أئمتهم كما مر بك قريبًا، ويمارسون ذلك مع المسلمين من بني جلدتهم. وهذا مما يبعث إلى عدم الوثوق بهم في عهودهم، وعدم تصديقهم فيما يقولون ويبدن ويظهرون من الأقاويل والعبارات؛ لأنهم لا يتورعون عن الكذب على خصومهم، ولا يتحرجون من المراوغة والمخادعة وإبداء خلاف الاعتقاد، وعكس ما في النفس من الحقد والبغض.
كان الشيعة -عبر تاريخهم الطويل- يظهرون معتقداتهم الدينية المخالفة لجماهير المسلمين؛ إذا ظهرت لهم دولة وقويت لهم شوكة، ثم يعودون إلى مداراة المسلمين، وإظهار مجاراتهم في الاعتقاد إذا زالت دولتهم وضعفت شوكتهم، وهم يرون أن العمل بالتقية لا ينتهي إلا بظهور الإمام الغائب.
ومن الأسباب التي أدت إلى قولهم بالتقية: أن أئمة آل البيت ثبت عنهم روايات في مدحهم لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والاعتراف بفضلهم وسبقهم إلى الخيرات حسب شهادة القرآن، والإقرار بخلافتهم وإمامتهم، وإعلان البيعة لهم عن عليٍّ وأهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتزويجهم إياهم بناتهم، وإقامة العلاقة الطيبة والوثيقة معهم، وتبرؤهم من الشيعة، وذمهم وبيان فسادهم، فتحيروا وحاروا في هذا؛ إذ لا يقوم مذهبهم إلا بالتبرئة من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، والعداء الشديد لهم ولمن والاهم، وبادعاء ولائهم لأهل البيت وإظهارهم الإخلاص لهم، فلما رأوا هذا المأزق؛ لم يجدوا المخلص منه إلا القول بأن الأئمة ما قالوا هذا إلا تقية، وكانوا مع ذلك يبطنون خلاف ما يظهرون وما يقولون.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله..
أما بعد:
فقد عرف التقية أحد علمائهم المعاصرين بقوله: "التقية: أن تقول أو تفعل غير ما تعتقد؛ لتدفع الضرر عن نفسك أو مالك، ولتحفظ كرامتك".
بل زعموا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد فعلها عندما مات عبد الله ابن سلول رأس المنافقين حيث جاء للصلاة عليه، فقال عمر: (ألم ينهك الله عن ذلك؟! -أي: أن تقوم على قبر هذا المناف-؛ فرد عليه -صلى الله عليه وسلم-: ويلك ما يدريك ما قلت؟ إني قلت: احشِ جوفه نارًا، واملأ قبره نارًا، وأصله نارًا).
ونقل الكليني في أصول الكافي: "قال أبو عبد الله: يا أبا عمران! تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شيء إلا النبيذ والمسح على الخفين".
ونقل الكليني -أيضًا- عن أبي عبد الله قال: "اتقوا على دينكم، واحجبوه بالتقية، فإنه لا إيمان لمن لا تقية له".
يرى الرافضة أن التقية فريضة لا يقوم المذهب إلا بها، ويتلقون أصولها سرًّا وجهرًا، ويتعاملون بها خصوصًا إذا أحاطت بهم ظروف قاسية، فالحذر الحذر من الرافضة أيها المسلمون!
فالتقية من أصول تعليمات المذهب الشيعي؛ لأنه يقوم على الكتمان، وإخفاء الإنسان لأصل عقيدته ومذهبه ومسلكه، وأن يظهر للآخرين خلاف قوله وعمله، بل وخلاف الواقع والحقيقة، وخلاف المذهب والمسلك، وهكذا يخدعون الآخرين ويغشونهم.
والكتابات الخاصة بالكتمان والتقية بدأت مع أولئك الناس من أهل "الكوفة" الذين خضعوا لتأثير عبد الله بن سبأ في أواخر القرن الأول الهجري والنصف الأول من القرن الثاني الهجري -زمان الإمام الباقر، والإمام جعفر الصادق- وفي ذلك الوقت بدأت المؤلفات الدينية للمذهب الاثني عشري، ووضع أساسها، وقد وضعت عقيدة الكتمان والتقية -آنذاك-؛ لإنقاذ عقيدة الإمامة والمذهب الشيعي.
جاء في "الكافي" باب مستقل بعنوان "باب الكتمان". وروى عن أبي عبد الله: "يا سليمان! إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله" [أصول الكافي ص:485].
وعن الإمام الباقر أنه قال لخاصة شيعته: "إن أحب أصحابي إليّ: أودعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا" [أصول الكافي ص:486].
وعن سعيد السمان قال: "كنت عند أبي عبد الله، إذ دخل عليه رجلان من الزيدية، فقالا له: أفيكم إمام مفترض الطاعة؟ قال: فقال: لا، فقالا له: قد أخبرنا عنك الثقات أنك تفتي وتقر، وتقول به، ونسميهم لك فلان وفلان وهم أصحاب ورع وتشمير، وهم ممن لا يكذب"، فغضب أبو عبد الله، وقال: "ما أمرتهم بهذا" [أصول الكافي].
وعن أبي عمير الأعجمي قال: "قال لي أبو عبد الله -عليه السلام-: يا أبا عمير! تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له" [أصول الكافي ص:482].
وعن حبيب بن بشر قال: "قال أبو عبد الله: سمعت أبي يقول: لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إليَّ من التقية، يا حبيب! إنه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب! من لم تكن له تقية وضعه الله" [أصول الكافي ص:483].
وقال أبو جعفر: "التقية من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له" [أصول الكافي 484].
وجاء في كتاب "من لا يحضره الفقيه" -وهو من الأصول الأربعة للشيعة-، قال الصادق: "لو قلت: إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقًا"، وقال -عليه السلام-: "لا دين لمن لا تقية له". [من لا يحضره الفقيه ص:216].
وفي "جامع الأخبار" لشيخهم تاج الدين محمد بن محمد الشعيري (ص:95) قال: "إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: تارك التقية كتارك الصلاة".
وروى عن عبد الله "ليس من الشيعة من لا يتقي الله".
وروى الحر العاملي في كتابه "إثبات الهداة" عن أبي عبد الله في حديثه عن التقية قال: "من تركها قبل خروج قائمنا فليس منا"، أي: الذي يترك التقية قبل خروج المهدي ليس منهم.
والتقية عند الشيعة الإمامية ليست رخصة لحفظ النفس ودفع الأذى، ولكنها من الدين عندهم ليس لهم تركها مع المخالفين. وتجوز عندهم، بل تجب لأسباب كثيرة يتلون بها الشيعي بين الناس يظهر لهم الموافقة، ويبطن المخالفة، ويصير هذا دينه معهم حتى يُلبس عليهم دينهم، أو يتمكن منهم؛ فيفسد عليهم أحوالهم، لذا فلا دين عندهم لمن لا تقية له، وينسبون القول بذلك إلى أئمتهم كما مر بك قريبًا، ويمارسون ذلك مع المسلمين من بني جلدتهم. وهذا مما يبعث إلى عدم الوثوق بهم في عهودهم، وعدم تصديقهم فيما يقولون ويبدن ويظهرون من الأقاويل والعبارات؛ لأنهم لا يتورعون عن الكذب على خصومهم، ولا يتحرجون من المراوغة والمخادعة وإبداء خلاف الاعتقاد، وعكس ما في النفس من الحقد والبغض.
كان الشيعة -عبر تاريخهم الطويل- يظهرون معتقداتهم الدينية المخالفة لجماهير المسلمين؛ إذا ظهرت لهم دولة وقويت لهم شوكة، ثم يعودون إلى مداراة المسلمين، وإظهار مجاراتهم في الاعتقاد إذا زالت دولتهم وضعفت شوكتهم، وهم يرون أن العمل بالتقية لا ينتهي إلا بظهور الإمام الغائب.
ومن الأسباب التي أدت إلى قولهم بالتقية: أن أئمة آل البيت ثبت عنهم روايات في مدحهم لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والاعتراف بفضلهم وسبقهم إلى الخيرات حسب شهادة القرآن، والإقرار بخلافتهم وإمامتهم، وإعلان البيعة لهم عن عليٍّ وأهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتزويجهم إياهم بناتهم، وإقامة العلاقة الطيبة والوثيقة معهم، وتبرؤهم من الشيعة، وذمهم وبيان فسادهم، فتحيروا وحاروا في هذا؛ إذ لا يقوم مذهبهم إلا بالتبرئة من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، والعداء الشديد لهم ولمن والاهم، وبادعاء ولائهم لأهل البيت وإظهارهم الإخلاص لهم، فلما رأوا هذا المأزق؛ لم يجدوا المخلص منه إلا القول بأن الأئمة ما قالوا هذا إلا تقية، وكانوا مع ذلك يبطنون خلاف ما يظهرون وما يقولون.
المصدر: ملتقى نـور الحـق الإسلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق