الاثنين، 21 أكتوبر 2013

الشيعة والآخر ..ج1: التقية

الشيعة والآخر (الجزء الاول)

مقدمة ضرورية في فهم تعاطي الشيعة مع المخالفين
عايض بن سعد الدوسري
لا يوجد مسلم اليوم إلا وهو يتمنى أن يجمع الله قلوب المسلمين جميعًا، وأن يوحد صفهم، ويجمع كلمتهم، ويلم شعثهم. ولأن هذه المطلب من أهم مطالب الإسلام، فإنه لن يتم بمجرد التمني، بل لا بد من العمل الجاد والصادق والمسبوق بمعرفة الواقع وتفاصيل المسببات التي شتت الأمة، وفرقة أبناء الإسلام.

وحينما نتحدث عن الشيعة والوحدة والتقارب، فلا بد من أن نتحدث بصدق وصراحة، وهذه هي أول خطوة جادة في الطريق الصحيح نحو وحدة المسلمين.فقد جرب المسلمون تجارب كثيرة قائمة على المجاملات والابتسامات والندوات والاجتماعات، والتي مضى عليها عقود كثيرة دون أن تفرز أي نتائج حقيقية وواقعية، بل أفرزت نتيجة سلبية خطيرة، وهي أن الوحدة الإسلامية مجرد حلم وردي لا أساس له من الواقع.

وحتى نرسم الصورة بشكل صحيح لا بد أن نعرض، لمعوقات الوحدة والتقارب الحقيقي عند الشيعة، وإذا ما تفهمنا الأسباب الحقيقية والواقعية، يمكننا حينئذ أن نُقدم محاولة العلاج الجاد، بعيدًا عن الظروف السياسية أو مقتضيات المجاملات الزائفة

فمن أهم المشكلات المستعصية عند الشيعة مشكلة (التقيَّة)، والتي تُعيق دائماً عمليات التقارب الصادقة بين المسلمين؛ لأنه بواسطة هذه العقيدة يُظهر المرء ما لا يبطن، ويوهم بخلاف ما يعتزم فعله على أرض الواقع، ويُعطوي من اللسان حلاوة لكن على أرض الواقع تتجسد المرارة بأبشع طعم، وكل ذلك انطلاقا من عقيدة (التقيَّة) والتي يعظموها الشيعة ويجعلون منها حقيقة الدين والإيمان!!
فعن الصادق يروون أنه قال: (إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له).

البحار (66/486)، والخصال (1/14). والمحاسن (ص259). الكافي (1/217)، والوسائل (16/204).

ورووا عن الرضا أنه قال: (لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقية له، إن أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية). البحار (75/395) وكمال الدين (ص 346) ونور الثقلين (4/47) ومنتخب الأثر(ص220).
بل يرتبون على (التقيَّة) أعظم الأجر، وأنها أفضل عبادة تقدم في مذهب التشيع، ويسمونها (الخبء).

فقد رووا عن الصادق أنه قال: (ما عُبِدَ الله بشيءٍ أحب إليه من الخبء، قيل: وما الخبء؟ قال: التقية). البحار (75/396) ومعاني الأخبار (ص 162) والوسائل (16/207،219).

وعنه أيضا قال: (إنكم علي دين من كتمه أعزة الله ومن أذاعه أذله الله). البحار (75/397)، والمحاسن (ص412)، وجامع الأخبار(ص 257)، ورسائل الخميني (2/185).

ويوجبون (التقيَّة) في دار أهل السنة التي يسمونها (دار التقيَّة) فعن الصادق أنه قال: (استعمال التقية في دار التقية واجب، ولا حنث ولا كفارة على من حلف تقية). البحار (75/394-395)، والخصال(2/153) وعيون أخبار الرضا ( 2/124) والوسائل (15/50).

وعن الصادق –أيضاً- أنه قال: (عليكم بالتقية فإنه ليس منا من لم يجعله شعاره ودثاره مع من يأمنه لتكون سجيته مع من يحذره). البحار (75/395)، وأمالي الطوسي(ص 299).

وهذا شيخهم (الصدوق) يقول: (اعتقادنا في التقية أنها واجبة، من تركها بمنـزلة من ترك الصلاة، ولا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله وعن دين الإمامية وخالف الله ورسوله والأئمة). الاعتقادات (114).

ويقول علامتهم (العاملي) : (الأخبار متواترة صريحة في أن التقية باقية إلى أن يقوم القائم). مرآة الأنوار (ص337 ).

ويقول إمامهم في هذا العصر (الخميني): (وترك التقية من الموبقات التي تلقي صاحبها قعر جهنم وهي توازي جحد النبوة والكفر بالله العظيم). المكاسب المحرمة (2/162).

ثم عندهم نوع غريب من التقية الخاصة بالشيعة وهي (التقية المداراتية) والتي تمثل وجهاً دعائياً للتشيع، من خلاله يمكن للتشيع أن يدخل الصف السني، ويروج للتشيع!

فهذا (الخميني) يعدد أنواع التقية ويذكر أن منها (التقية المداراتية) وعرفها بقوله: (وهو تحبيب المخالفين وجر مودتهم من غير خوف ضرر). الرسائل –للخميني (2/174 ).
وقال: إن التقية واجبة من المخالفين، ولو كان مأمونا وغير خائف على نفسه وغيره. الرسائل ( 2/201 ).

ويقول شيخهم (محسن الخرازي): (وقد تكون التقية مداراةً من دون خوف وضرر فعلي لجلب مودة العامة والتحبيب بيننا وبينهم). بداية المعارف الإلهية (ص430).
ويقول علامتهم (دستغيب): (ومنها التقية المستحبة وتكون في الموارد التي لا يتوجه فيها للإنسان ضرر فِعِلي وآني، ولكن من الممكن أن يلحقه الضرر في المستقبل، كترك مداراة العامة ومعاشرتهم). أجوبة الشبهات(ص 159).

وبهذه (التقيَّة) يصعب معرفة ما هو حقيقي وما هو زائف عند الشيعة، ومتى استطاع الشيعة معالجة موضوع (التقيَّة) بحسم وجديَّة، فإنه حينئذ سوف يسقط أول وأهم عائق أمام وحدة المسلمين.



المصدر: ملتقى نـور الحـق الإسلامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق