الاثنين، 21 أكتوبر 2013

هل كان أهل البيت ينكرون مبدأ الإمامة والنصّ على الأئمّة؟

أهل البيت ينكرون مبدأ الإمامة والنصّ على الأئمّة:


لم يكن أعلام أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم يقولون بمبدأ الإمامة بالمفهوم الشّيعيّ، ولم يكونوا أبدا يدّعون النصّ من الله ولا من رسوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) على أحد منهم، وهذه بعض شهاداتهم:
1. علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) لم يكن يدّعي أنّ الله جلّ وعلا أو أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) هو الذي نصّبه خليفة، فها هو (رضي الله عنه) يقول كما في (نهج البلاغة): "إنّه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشّاهد أن يختار ولا للغائب أن يَرُدَّ وإنّما الشّورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسمّوه إمامًا كان ذلك لله رضا،فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردّوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتّباعه غير سبيل المؤمنين وولاّه الله ما تولّى". (نهج البلاغة. باب المختار من كتب أمير المؤمنين (عليه السّلام) ورسائله إلى أعدائه وأمراء بلاده ويدخل في ذلك مااختير منعهوده إلى عمّاله ووصاياه لأهلهوأصحابه: كتاب رقم [6]: ومن كتاب له (عليه السلام) إلى معاوية).
2. وفي (نهج البلاغة) أنّه (رضي الله عنه) قال: "كلمة حق يراد باطل. نعم إنه لا حكم إلا لله. ولكن هؤلاء يقولون لا إمرة إلا لله: وإنّه لا بد للناس من أمير برّ أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن، ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ الله فيها الأجل، ويجمع به الفيء، ويقاتل به العدو، وتأمن به السّبل، ويؤخذ به للضعيف من القويّ. حتى يستريح به برّ ويستراح من فاجر". (نهج البلاغة: بَابُ المخُتَْارِ مِنْ خُطب مولاناأمير المؤُمِنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وأوامره ونواهيه وكلامه الجاريمجرى الخطب والمواعظ في المقامات المحضورة والمواقف المذكورة والخطوبالواردة: خطبة 40: ومن كلام له(عليه السلام) في الخوارج لما سمع (عليه السلام) قولهم: «لا حكم إلاّ لله»).
3. وفي (بحار الأنوار) للمجلسيّ أنّ الخليفة العبّاسيّ هارون الرّشيد استدعى الإمام موسى الكاظم ليسأله بعض المسائل، وكان ممّا قال هارون: قد بقي مسألة تخبرني بها ولا تضجر. فقال له: سل، فقال: خبروني أنكم تقولون إنّ جميع المسلمين عبيدنا، وجوارينا، وأنكم تقولون من يكون لنا عليه حق ولا يوصله إلينا فليس بمسلم؟ فقال له موسى (عليه السلام): "كذب الذين زعموا أننا نقول ذلك، وإذا كان الأمر كذلك ، فكيف يصح البيع والشراء عليهم، ونحن نشتري عبيدا وجواري ونعتقهم، ونقعد معهم، ونأكل معهم، ونشتري المملوك، ونقول له: يابني وللجارية يا بنتي، ونقعدهم يأكلون معنا تقربا إلى الله سبحانه فلو أنهم عبيدنا وجوارينا، ما صح البيع والشراء وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله) لما حضرته الوفاة: الله الله في الصلاة وما ملكت أيمانكم، يعني: صلوا وأكرموا مماليككم، وجواريكم، ونحن نعتقهم، وهذا الذي سمعته غلط من قائله، ودعوى باطلة، ولكن نحن ندّعي أن ولاء جميع الخلائق لنا، يعني ولاء الدين، وهؤلاء الجهّال يظنونه ولاء الملك، حملوا دعواهم على ذلك، ونحن ندّعي ذلك لقول النبي (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم: ( من كنت مولاه فعلي مولاه)، وما كان يطلب بذلك إلا ولاء الدين، والذي يوصلونه إلينا من الزكاة والصدقة، فهو حرام علينا مثل الميتة والدم ولحم الخنزير". (بحار الأنوار: 48/146-147. باب 6: مناظراته عليه السلام مع خلفاء الجور، وما جرى بينه وبينهم، وفيه بعض أحوال علي بن يقطين).

***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق