الاثنين، 21 أكتوبر 2013

هل كان أهل البيت ينكرون العصمة؟

أهل البيت ينكرون العصمة:


لم يكن أعلام أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم يدّعون لأنفسهم العصمة التي يدّعيها لهم الشّيعة، بل كانوا يقرّون أنّهم بشر يصيبون ويخطئون ويسهون، وهذه درر من أقوالهم:
1. في (نهج البلاغة) أنّ أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) قال لأصحابه: "لا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنّوا بي استثقالاً في حقّ قيل لي، ولا التماس إعظام النّفس، فإنّه من استثقل الحقّ أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه، فلا تكفّوا عن مقالة بحقّ، أو مشورة بعدل، فإنّي لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي إلاّ أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به منّي، فإنّما أنا وأنتم عبيد مملوكون لربّ لا ربّ غيره. يملك منّا ما لا نملك من أنفسنا، وأخرجنا ممّا كنّا فيه إلى ما صلحنا عليه، فأبدلنا بعد الضّلالة بالهدى، وأعطانا البصيرة بعد العمى". (نهج البلاغة: بَابُ المخُتَْارِ مِنْ خُطب مولاناأمير المؤُمِنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وأوامره ونواهيه وكلامه الجاريمجرى الخطب والمواعظ في المقامات المحضورة والمواقف المذكورة والخطوبالواردة: خطبة 216: ومن خطبة له (عليه السلام) بصفين).
2. وفي (نهج البلاغة) أيضا أنّه (رضي الله عنه) قال في رسالته إلى المنذر بن الجارود العبديّ: " أما بعد فإنّ صلاح أبيك غرني منك، وظننت أنّك تتبع هديه وتسلك سبيله، فإذا أنت فيما رقي إلي عنك لا تدع لهواك انقيادا، ولا تبقي لآخرتك عتادا، تعمر دنياك بخراب آخرتك، وتصل عشيرتك بقطيعة دينك. ولئن كان ما بلغني عنك حقا لجمل أهلك وشسع نعلك خير منك. ومن كان بصفتك فليس بأهل أن يسد به ثغر، أو ينفذ به أمر، أو يعلى له قدر أو يشرك في أمانة، أو يؤمن على خيانة، فأقبل إلي حين يصل إليك كتابي هذا إن شاء الله " (نهج البلاغة: رسالة 71).
3. وفي (بحار الأنوار) في قصّة مقتل عثمان بن عفّان: قال الحسن بن علي (عليهما السلام) لعلي (عليه السّلام) حين أحاط النّاس بعثمان: اخرج من المدينة واعتزل، فإنّ النّاس لا بدّ لهم منك، وإن هم ليأتونك ولو كنت بصنعاء اليمن، وأخاف أن يقتل هذا الرجل وأنت حاضره. فقال: يا بنيّ، أخرج عن دار هجرتي!، وما أظن أحدا يجترئ على هذا القول كله. (بحار الأنوار: 31/487).
وفي هذا الاختلاف بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابنه الحسن (رضي الله عنهما) دليل على أنّهما لم يكونا معصومين، ولم يكونا يدّعيان ذلك لنفسيهما.
4. في (بحار الأنوار) أنّ من دعاء أمير المؤمنين علي (عليه السّلام): " إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك، وكم من جريرة تكرّمت عن كشفها بكرمك، إلهي إن طال في عصيانك عمري وعظم في الصّحف ذنبي فما أنا مؤمّل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك ". (بحار الأنوار: 41/11).
5. وفي (البحار) أيضا أنّ من دعائه (عليه السّلام): "إلهي أفكّر في عفوك فتهون عليّ خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم عليّ بليتي".
ومن دعائه: "آه إنْ أنا قرأت في الصّحف سيّئة أنا ناسيها وأنت محصيها، فتقول: خذوه، فياله من مأخوذ لا تنجيه عشيرته، ولا تنفعه قبيلته، يرحمه الملا إذا أذن فيه بالنداء". (بحار الأنوار: 41/11. باب 101: عبادته وخوفه (عليه السّلام). رواية رقم 01).
6. وفي (البحار) أنّ أبا عبد الله جعفر الصّادق (عليه السّلام) كان يقول: "إنّا لنذنب ونسيء ثم نتوب إلى الله متابًا" (بحار الأنوار: 25/207).
7. وفي (رجال الكشي) عن علي بن الحسن، عن عمه عبد الرحمن بن كثير أنّ أبا عبد الله (عليه السلام) قال: " فو الله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا ما نقدر على ضرّ ولا نفع، إن رحمنا فبرحمته وإن عذّبنا فبذنوبنا، والله ما لنا على الله من حجة ولا معنا من الله براءة وإنا لميتون ومقبورون ومُنشرون ومبعوثون وموقوفون ومسؤولون، ويلهم ما لهم لعنهم الله، فلقد آذوا الله وآذوا رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قبره وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي (صلوات الله عليهم)، وها أنا ذا بين أظهركم لحم رسول الله وجلد رسول الله، أبيت على فراشي خائفا وجلا مرعوبا، يأمنون وأفزع وينامون على فرشهم وأنا خائف ساهر وجل، أتقلقل بين الجبال والبراري، أبرأ إلى الله مما قال في الأجدع البراد عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله، والله لو ابتلوا بنا وأمرناهم بذلك لكان الواجب ألا يقبلوه فكيف وهم يروني خائفا وجلا أستعدي الله عليهم وأتبرأ إلى الله منهم، أشهدكم أني امرؤ ولدني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما معي براءة من الله، إن أطعته رحمني وإن عصيته عذبني عذابا شديدا أو أشد عذابه". (رجال الكشي: ص225-226. رواية رقم 403).
8. وفي (الكافي) عن محمد بن سليمان، عن أبيه قال: خرجت مع أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) إلى بعض أمواله فقام إلى صلاة الظهر، فلمّا فرغ خرّ لله ساجدا فسمعته يقول بصوت حزين وتغرغر دموعه: "ربّ عصيتك بلساني ولو شئت وعزتك لأخرستني وعصيتك ببصري ولو شئت وعزّتك لأكمهتني وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك لأصممتني، وعصيتك بيدي ولو شئت وعزتك لكنعتني، وعصيتك برجلي ولو شئت وعزتك لجذمتني، وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزتك لعقمتني، وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها علي وليس هذا جزاؤك مني". قال: ثم أحصيت له ألف مرة وهو يقول: " العفو، العفو " قال: ثم ألصق خده الأيمن بالأرض فسمعته وهو يقول، بصوت حزين: " بؤت إليك بذنبي عملت سوءً وظلمت نفسي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب غيرك يا مولاى " ثلاث مرات، ثم ألصق خده الأيسر بالأرض، فسمعته يقول: " ارحم من أساء واقترف واستكان واعترف " ثلاث مرات ثم رفع رأسه. (الكافي: 03/326).

***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق