الاثنين، 21 أكتوبر 2013

هل أهل البيت يسهون وينسون؟

 أهل البيت يقرّون بأنّهم يسهون وينسون:


1. في (تهذيب الأحكام) عن سعيد الأعرج قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم سلم في ركعتين فسأله من خلفه يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء؟ قال: وما ذاك ! قالوا إنما صليت ركعتين فقال: أ كذاك يا ذا اليدين؟ وكان يدعى ذا الشمالين فقال: نعم، فبنى على صلاته فأتم الصلاة أربعا، وقال: إن الله عز وجل هو الذي أنساه رحمة للأمة، ألا ترى لو أن رجلا صنع هذا لعير وقيل ما تقبل صلاتك فمن دخل عليه اليوم ذلك قال قد سن رسول الله صلى الله عليه وآله وصارت أسوة، وسجد سجدتين لمكان الكلام. (تهذيب الأحكام: 02/345).
ووردت هذه الرّواية في (الكافي) عن سماعة بن مهران قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): من حفظ سهوه فأتمه فليس عليه سجدتا السهو فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى بالناس الظهر ركعتين ثمّ سها فسلم فقال له ذو الشمالين: يارسول الله أنزل في الصلاة شئ؟ فقال: وما ذاك، قال: إنما صليت ركعتين، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتقولون مثل قوله؟ قالوا: نعم، فقام (صلى الله عليه وآله) فأتم بهم الصلاة وسجد بهمسجدتي السهو؟" (الكافي: 03/356).
الذين رووا هذا الحديث من رجال الشيعة هم: سماعة بن مهران، الحسن بن صدقة، سعيد الأعرج، جميل بن دراج، أبو بصير، زيد الشحّام، أبو سعيد القمّاط، أبو بكر الحضرمي، الحارث (الحرث) بن المغيرة النصري. وكلهم من أجلة الرواة وثقاتهم، وبعضهم ممن أجمع العلماء على تصحيح ما اتصل صحيحاً عنهم وأقروا بفقههم!.
هذا وقد نصَّ فريق من كبار علماء الشيعة الإمامية على وقوع «السهو والنسيان» للنبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة -عَليهِمُ السَّلام- طبقاً لما ورد في ذلك من أحاديث، وعلى رأس القائلين بذلك الصدوق وأستاذه محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمي اللذَيْنِ وثَّقهما عامَّةُ علماء ورجاليي الشيعة الإمامية ومدحوهما وأثنوا عليهما كل الثناء. بل قد ذهب الصّدوق وأستاذه إلى أن من ينفي السهو عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو من الغلاة.
قال الصّدوق: " وكان شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله يقول: أول درجة في الغلوّ نفي السّهو عن النبي (صلى الله عليه وآله)، ولو جاز أن ترد الأخبار الواردة في هذا المعنى لجاز أن تردّ جميع الأخبار، وفي ردّها إبطال الدّين والشّريعة. وأنا أحتسب الأجر في تصنيف كتاب منفرد في إثبات سهو النبي (صلى الله عليه وآله) والردّ على منكريه إن شاء الله تعالى". (من لا يحضره الفقيه: 01/360).
2. وفي (تهذيب الأحكام) أيضا عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله الظهر خمس ركعات ثم انفتل فقال له بعض القوم: يا رسول الله هل زيد في الصلاة شئ؟ فقال: وما ذاك؟ قال: صليت بنا خمس ركعات. قال: فاستقبل القبلة وكبر وهو جالس ثم سجد سجدتين ليس فيهما قراء‌ة ولا ركوع ثم سلم وكان يقول: هما المرغمتان". (تهذيب الأحكام: 02/349-350).
3. وفي (تهذيب الأحكام) عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن بن العرزمي عن أبيه عن أبي عبدالله عليه السلام قال: صلى علي (عليه السّلام) بالناس على غير طهر وكانت الظّهر ثمّ دخل فخرج مناديه أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) صلى على غير طهر فأعيدوا وليبلغ الشاهد الغائب. 
روى الطّوسيّ هذا الخبر، ثمّ قال: هذا خبر شاذ مخالف للأخبار كلها، وما هذا حكمه لا يجوز العمل به، على أن فيه ما يبطله وهو أنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) أدّى فريضة على غير طهر ساهيا عن ذلك، وقد آمَنَنا من ذلك دلالة عصمته (عليه السّلام). (تهذيب الأحكام: 03/40).
وهذا لا شكّ تحكّم مبنيّ على ثبوت العصمة، وهي غير ثابتة.
4. وفي (بحار الأنوار) عن الفضيل قال: ذكرت لأبي عبد الله (عليه السلام) السّهو فقال: "وينفلت من ذلك أحد؟ ربّما أقعدت الخادم خلفي يحفظ علي صلاتي". (بحار الأنوار: 25/350).
5. وفي (عيون أخبار الرّضا) عن أبي الصّلت الهروي قال: قلت للرضا (عليه السلام): يا ابن رسول الله، إنّ في الكوفة قوما يزعمون أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) لم يقع عليه السهو في صلاته؟، فقال: "كذبوا لعنهم الله، إنّ الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو". (عيون أخبار الرّضا: ص219).

***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق